تحتفل بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام بليلة الخامس عشر من شهر رمضان من كل عام، و يسمى هذا الاحتفال بـ ( القرقيعان )، و هذا الاحتفال يقام بمناسبة ذكرى مولد الحسن بن علي رضي الله عنه.
و قديماً تأثر كثير من سكان دول الخليج و المنطقة الشرقية من أهل السنة و الجماعة بهذا الاحتفال، فاصبحوا يقيمونه في ليلة الخامس عشر من رمضان في كل عام، ثم ورّثوا هذه العادة لمن بعدهم، إلى ان صدرت فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء رقم ( 15532 ) برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز _رحمه الله _ بعد م جواز إقامة ( القرقيعان ) لكونه بدعة محدثة في الإسلام. جاء في نص الفتوى: (الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة مهرجان القرقيعان بدعة لا أصل لها في الإسلام ( وكل بدعة ضلالة ) فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها ، والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء).
إلا أنه ما زال هناك الكثير من أهل السنة و الجماعة في كثير من محافظات و قرى المنطقة الشرقية يقيمون هذا ( القرقيعان )، و يرون أن الفتوى المذكورة لا تخصهم، و ذلك تحت حجج أهمها:
· أن عملهم هذا عادة متوارثة و ليس عمل عبادي، فلا يُعد عملهم بدعة في الدين.
· أنهم لا يقيمونه في ليلة الخامس عشر بالتحديد في كل عام، فهم تارة يقيمونه ليلة الرابع عشر، و تارة ليلة السابع عشر و هكذا، لكي لا يُعتبر _ بحسب زعمهم _ عيداً.
· أنهم يغتنمونه فرصة لوصل الأرحام، و هو من الأعمال الفاضلة في شهر رمضان.
· أن احتفالهم به لا يتجاوز كونه لقاء يجتمع به الأقارب و الجيران، لتبادل الأحاديث و تبادل الحلوى، و تناول الطعام، كما أنها تقام في مكان عام كالحدائق و الشوارع، و أحياناً في أماكن خاصة، كأفنية المنازل، و ليست في المدارس و المؤسسات الرسمية.
و بالنظر لواقع هذا ( القرقيعان ) فإنه كالتالي:
· يتم توزيع الإعلانات و نشرها في الشوارع و المنتديات و عبر رسائل الجوال، وذلك لتحديد موقع و موعد ( القرقيعان ).
· تجهيز لجان إدارية للـ ( القرقيعان )، فلجنة تنظيمية، و أخرى إعلامية .. و هكذا.
· يتم الإعداد المبكر للـ ( القرقيعان )، بتجهيز الكيك و الحلويات و الأطعمة، و تعليق الزينة و الصور و العبارات الترحيبية في موقع ( القرقيعان ).
· تحضر بعض الأسر و معها مجموعة من الحلوى و البسكويت و شيء من الطعام، و يسمى هذا الطعام و الحلوى بـ ( قرقيعان آل فلان )، بإسم الأسرة التي أحضرته، و بعض الأسر تقوم بتغليف الحلوى بصور اطفالها و أسمائهم، حيث أصبحت محلات بيع الحلوى مستعدة لمثل هذا ( القرقيعان).
· يلبس الأطفال و بعض الكبار ملابس تراثية، كملابس الغوص مثلاً.
· تُحضر إلى الموقع بعض الأدوات التراثية، كالنجر أو السراج.
· في بعض الجهات يرتدي الحضور من الرجال أوشحة مكتوب عليها ( قرقيعان .... )، و يتبع بإسم القرية أو البلدة التي يقام فيها ( القرقيعان ).
· يسافر بعض الحضور مئات الكيلومترات لحضور ( القرقيعان ) في بلده الأصلي بين أقاربه و جماعته.
· تُنفق الأموال في تجهيز الملابس و الأطعمة والذبائح للـ ( القرقيعان )
· يُقضى وقت ( القرقيعان ) في تبادل الأحاديث _ الدنيوية في الغالب _ و الأكل، و باللعب بالنسبة للأطفال.
· في بعض الجهات يُضاف إلى ما ذكر أعلاه بعض ألوان الفنون الشعبية كـ ( الليوة )، و يدخل في بعضها الطبل و الرقص.
· يقام ( قرقيعان ) الرجال منفصلاً في الغالب عن ( قرقيعان ) النساء.
· بعد إنتهاء ( القرقيعان ) تقوم اللجنة الإعلامية بإصدار تقرير مصور عن ( القرقيعان )، و يعنون له _ على سبيل المثال_ كالآتي: تقرير قرقيعان 1432هـ.
و في هذا الرابط مثال عليه:
http://nata3.com/vb/showthread.php?t=31462
فضيلة الشيخ:
ما حكم المشاركة في إقامة مثل هذا ( القرقيعان ) ؟
و ما حكم حضوره ؟
و هل الحجج المذكورة كافية لردّ فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء رقم ( 15532 )؟
بارك الله فيكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق