ضم أول جامعة سعودية وعزفت عليه حوافر الخيل أجمل النغمات الموسيقية
طريق صلاح الدين الأيوبي"الستين سابقا" الذي يعد من أهم شوارع حي الملز.
الملز أو الرياض الجديدة كما يطلق عليها الرحالة عبد الله فلبي الذي شاهد تطورها على مدى أكثر من 40 عاما منذ عام 1336 حتى 1379هـ, لم يكن الملز سوى أرض فضاء قبل نحو 58عاما, بدأت ملامح التغيير تظهر عليه والحياة تدب فيه مع انتقال الوزارات من جدة إلى الرياض في عهد الملك سعود. تبدلت تلك الحالة فأصبح مقصد رجال الدولة والحي الأرقى في الرياض. ضم العديد من الأماكن ذات الأهمية الكبرى في حياة الشعب السعودي بدءا من بداية التعليم الجامعي من خلال كلية الآداب النواة الأولى لأول جامعة في المملكة هي جامعة الرياض - الملك سعود حالياً ، مرورا بالرياضة بأنواعها الفروسية وكرة القدم وصولا إلى الجوانب الترفيهية حيث انتقلت إليه حديقة الحيوان، وأنشئت فيها الحدائق التي تعد من أوائل الحدائق في الرياض ليتناسب الحي مع سكانه، والمكانة التي يحتلونها في الدولة، وبجانبها واحد من أشهر أسواق الرياض سوق المتنبي.
التسمية
عرف بالرياض الحديثة حيث كانت التوسعة العمرانية والمباني الخرسانية والتصميمات الأوروبية تطغى عليه، واشتهر بالملز لأن الملك عبد العزيز كان يلز الخيل بجانب بعضها البعض في السباق حيث كان ميدانا للتنافس بالقرب من جبل أبو مخروق. وتعني لزّ كما أوردها ابن منظور في لسان العرب"لزّ به الشيء أي لصق به كأنه يلتزق بالمطلوب لسرعته".
مقر ميدان الفروسية الذي شهد عديدا من المنافسات على مدى أكثر من أربعة عقود.
بداية النهضة
تظهر ملامح للتحولات التي صاحبت النهضة الحديثة التي عاشتها الرياض في بداية السبعينيات الهجرية واضحة في تصميم مباني حي الملز وسط الرياض، فالمجتمع هجر المباني الطينية التي عاش فيها آباؤه وأجداده، واتجه للمباني الخرسانية بتصاميمها الأوروبية، اتسعت الشوارع لتستوعب حركة السيارات التي لم تكن موجودة من قبل إلاّ نادرا، فلم تعد الشوارع التي لا يـتجاوز عرضها ثمانية أمتار كافية، ما جعل المباني بدورها تتباعد. تلك المباني كانت مقرا لمساكن الوزراء في بداية النهضة الحضارية كما يشير إلى ذلك عبد الرحمن السعدي الذي عاصر تلك المرحلة ويضيف السعدي بقوله: تكفلت وزارة المالية بإنشاء مبان لموظفي وزارات الدولة التي انتقلت من جدة إلى الرياض، وأخذت في اعتبارها مناسبة المساحة مع درجة الموظف، و تراوحت مساحات الفلل بين 625مترا و1250 مترا، تعود ذاكرة السعدي إلى قبل 30 عاما عندما كانت المياه ترتفع وتطفو على سطح الأرض مسببة مشكلة لسكان حي الملز ومؤرقة لهم وحلت بأسلوب علمي جعلها تختفي تماما، ويعلل السعدي سبب تغير مسميات الشوارع الرئيسية في الملز إلى أن الأسلوب القديم في تسمية الشوارع كان يعتمد على عرض الشارع فتحول شارع الستين إلى طريق صلاح الدين، وأصبح شارع عمر بن عبد العزيز بدلا من شارع الأربعين. كما يذكر السعدي معارض السيارات المنتشرة شرق الملعب قبل أن تنتقل إلى شرق الرياض.
مواقف استاد الأمير فيصل بن فهد تحولت إلى ملاعب يمارس فيها السكان هواياتهم.
يبين العم خالد الراشد الأساليب المستخدمة في توصيل الخطوط الهاتفية إلى المنازل بواسطة الأعمدة وعلى جدران المنازل ويؤكد الراشد أن الخدمة في بدايتها لم تكن ذت أهمية بالنسبة للسكان إلا أنها أصبحت من أهم الخدمات التي لا يتنازل عنها أصحابها. ضم الملز مباني أول جامعة سعودية عندما أنشئت كلية الآداب، وانتقلت إليه حديقة الحيوان التي أهداها الملك سعود إلى مدينه الرياض، وكانت هذه الحيوانات خاصة بحديقة قصر الملك سعود الواقع في حي الناصرية، لتتيح لسكان العاصمة مشاهدة كثير من الحيوانات، ولتخفف على تلك الأحياء التجمعات التي كانت تأتي لمشاهدة القرود والحيوانات الأخرى. وأعيد تطويرها من جديد لتكون مهيأة لكل أنواع الحيوانات لتتحول من مجرد مكان للترفيه إلى مكان للتعليم, حيث يقصدها عديد من المدارس في زيارات مستمرة.
مقر الرياضة
عزفت حوافر الخيل العربية الأصيلة كثيرا من الألحان الموسيقية العذبة مساء كل جمعة عندما تنتقل من إسطبلاتها التي تغطي مساحة شاسعة من شرقي حي الملز في طريقها إلى ميدان السباق الذي لا يفصلها عنه سوى أمتار معدودة، يصف ذلك المشهد خالد صبري طبيب بيطري يعمل في مجال الخيل منذ أكثر من 15 عاما بقوله: تترك الخيل الإسطبل قبل بدء الشوط المحدد وتتجه نحو البوابة الشرقية للميدان، تتوقف حركة المرور لتتيح لها العبور، وأنظار الملاك ومحبي الخيل مصوبة أعينها نحوها، وماذا ستكون النتيجة وخاصة عندما تكون المنافسات على إحدى الكؤوس المهمة، يتكرر مثل هذه المشاهد على مدى أكثر من سبعة أشهر ابتداء من شهر أيلول (سبتمبر) حتى منتصف نيسان (أبريل)، ويضيف صبري افتقد السكان تلك المشاهد قبل قرابة عشر سنوات عندما انتقل الميدان إلى الجنادرية، ومعها ترك أصحاب المحال الخاصة بالخيل أماكنهم، فلم يبق من ذلك المكان سوى الذكريات.
إسطبلات الخيل تعيد للذاكرة ماضيا جميلا.
إلى جانب مقر النادي والميدان مواقف بمساحات شاسعة لاستاد الملز سابقا الأمير فيصل بن فهد حاليا الذي بدأ مع بدايات دورة الخليج قبل 40 عاما. المواقف كثيرة كما يرويها فهد الناصر(50عاما) الذي يسكن بالقرب من الاستاد، ويزاول رياضة المشي على أسوار الملعب في نهاية كل أسبوع، علقت في ذاكرته مشاهد كثيرة من أهمها: الاستقبال الشعبي للملك فهد رحمه الله عندما تولى مقاليد الحكم، والمواقف الاجتماعية التي كانت تتخذ من الاستاد مقرا عندما يكون هناك جمع تبرعات للإخوة الأشقاء في دول العالم الإسلامي، ويعرف الناصر المباريات المهمة من خلال عدد السيارات التي تتجاوز سعة المواقف وتصل إلى وسط الحي. ويشير الناصر إلى المواقف التي تحولت الآن إلى أماكن يزاول فيها السكان هواياتهم المفضلة مثل كرة قدم وبعض الرياضات التي يمارسها الوافدون خلال عطلة نهاية الأسبوع.
حديقة الملز
تكشف حديقة "الملز سابقا" التي تحولت إلى حديقة الأمير فهد الفيصل الفرحان آل سعود تقديرا لجهوده خلال رئاسته للبلدية، استعداد المدينة لأن تهيئ الإمكانات للأهالي للاستمتاع بقضاء أوقاتهم، فزرعت في ذلك الوقت بالأشجار والنخيل فتحولت إلى ما يشبه غابة مكتظة بالأشجار مثل بقية الحدائق الأولى، فلا مكان لألعاب الأطفال أو مرافق للخدمات، ولكي تناسب الحياة العصرية أعيد تخطيطها من جديد وأدخلت عليها تعديلات شملت ملاعب للأطفال وممرات، مقاعد وإنارة.
المحال المتخصصة للخيل لم يبق منها إلا القليل.
التسمية
عرف بالرياض الحديثة حيث كانت التوسعة العمرانية والمباني الخرسانية والتصميمات الأوروبية تطغى عليه، واشتهر بالملز لأن الملك عبد العزيز كان يلز الخيل بجانب بعضها البعض في السباق حيث كان ميدانا للتنافس بالقرب من جبل أبو مخروق. وتعني لزّ كما أوردها ابن منظور في لسان العرب"لزّ به الشيء أي لصق به كأنه يلتزق بالمطلوب لسرعته".
مقر ميدان الفروسية الذي شهد عديدا من المنافسات على مدى أكثر من أربعة عقود.
بداية النهضة
تظهر ملامح للتحولات التي صاحبت النهضة الحديثة التي عاشتها الرياض في بداية السبعينيات الهجرية واضحة في تصميم مباني حي الملز وسط الرياض، فالمجتمع هجر المباني الطينية التي عاش فيها آباؤه وأجداده، واتجه للمباني الخرسانية بتصاميمها الأوروبية، اتسعت الشوارع لتستوعب حركة السيارات التي لم تكن موجودة من قبل إلاّ نادرا، فلم تعد الشوارع التي لا يـتجاوز عرضها ثمانية أمتار كافية، ما جعل المباني بدورها تتباعد. تلك المباني كانت مقرا لمساكن الوزراء في بداية النهضة الحضارية كما يشير إلى ذلك عبد الرحمن السعدي الذي عاصر تلك المرحلة ويضيف السعدي بقوله: تكفلت وزارة المالية بإنشاء مبان لموظفي وزارات الدولة التي انتقلت من جدة إلى الرياض، وأخذت في اعتبارها مناسبة المساحة مع درجة الموظف، و تراوحت مساحات الفلل بين 625مترا و1250 مترا، تعود ذاكرة السعدي إلى قبل 30 عاما عندما كانت المياه ترتفع وتطفو على سطح الأرض مسببة مشكلة لسكان حي الملز ومؤرقة لهم وحلت بأسلوب علمي جعلها تختفي تماما، ويعلل السعدي سبب تغير مسميات الشوارع الرئيسية في الملز إلى أن الأسلوب القديم في تسمية الشوارع كان يعتمد على عرض الشارع فتحول شارع الستين إلى طريق صلاح الدين، وأصبح شارع عمر بن عبد العزيز بدلا من شارع الأربعين. كما يذكر السعدي معارض السيارات المنتشرة شرق الملعب قبل أن تنتقل إلى شرق الرياض.
مواقف استاد الأمير فيصل بن فهد تحولت إلى ملاعب يمارس فيها السكان هواياتهم.
يبين العم خالد الراشد الأساليب المستخدمة في توصيل الخطوط الهاتفية إلى المنازل بواسطة الأعمدة وعلى جدران المنازل ويؤكد الراشد أن الخدمة في بدايتها لم تكن ذت أهمية بالنسبة للسكان إلا أنها أصبحت من أهم الخدمات التي لا يتنازل عنها أصحابها. ضم الملز مباني أول جامعة سعودية عندما أنشئت كلية الآداب، وانتقلت إليه حديقة الحيوان التي أهداها الملك سعود إلى مدينه الرياض، وكانت هذه الحيوانات خاصة بحديقة قصر الملك سعود الواقع في حي الناصرية، لتتيح لسكان العاصمة مشاهدة كثير من الحيوانات، ولتخفف على تلك الأحياء التجمعات التي كانت تأتي لمشاهدة القرود والحيوانات الأخرى. وأعيد تطويرها من جديد لتكون مهيأة لكل أنواع الحيوانات لتتحول من مجرد مكان للترفيه إلى مكان للتعليم, حيث يقصدها عديد من المدارس في زيارات مستمرة.
مقر الرياضة
عزفت حوافر الخيل العربية الأصيلة كثيرا من الألحان الموسيقية العذبة مساء كل جمعة عندما تنتقل من إسطبلاتها التي تغطي مساحة شاسعة من شرقي حي الملز في طريقها إلى ميدان السباق الذي لا يفصلها عنه سوى أمتار معدودة، يصف ذلك المشهد خالد صبري طبيب بيطري يعمل في مجال الخيل منذ أكثر من 15 عاما بقوله: تترك الخيل الإسطبل قبل بدء الشوط المحدد وتتجه نحو البوابة الشرقية للميدان، تتوقف حركة المرور لتتيح لها العبور، وأنظار الملاك ومحبي الخيل مصوبة أعينها نحوها، وماذا ستكون النتيجة وخاصة عندما تكون المنافسات على إحدى الكؤوس المهمة، يتكرر مثل هذه المشاهد على مدى أكثر من سبعة أشهر ابتداء من شهر أيلول (سبتمبر) حتى منتصف نيسان (أبريل)، ويضيف صبري افتقد السكان تلك المشاهد قبل قرابة عشر سنوات عندما انتقل الميدان إلى الجنادرية، ومعها ترك أصحاب المحال الخاصة بالخيل أماكنهم، فلم يبق من ذلك المكان سوى الذكريات.
إسطبلات الخيل تعيد للذاكرة ماضيا جميلا.
إلى جانب مقر النادي والميدان مواقف بمساحات شاسعة لاستاد الملز سابقا الأمير فيصل بن فهد حاليا الذي بدأ مع بدايات دورة الخليج قبل 40 عاما. المواقف كثيرة كما يرويها فهد الناصر(50عاما) الذي يسكن بالقرب من الاستاد، ويزاول رياضة المشي على أسوار الملعب في نهاية كل أسبوع، علقت في ذاكرته مشاهد كثيرة من أهمها: الاستقبال الشعبي للملك فهد رحمه الله عندما تولى مقاليد الحكم، والمواقف الاجتماعية التي كانت تتخذ من الاستاد مقرا عندما يكون هناك جمع تبرعات للإخوة الأشقاء في دول العالم الإسلامي، ويعرف الناصر المباريات المهمة من خلال عدد السيارات التي تتجاوز سعة المواقف وتصل إلى وسط الحي. ويشير الناصر إلى المواقف التي تحولت الآن إلى أماكن يزاول فيها السكان هواياتهم المفضلة مثل كرة قدم وبعض الرياضات التي يمارسها الوافدون خلال عطلة نهاية الأسبوع.
حديقة الملز
تكشف حديقة "الملز سابقا" التي تحولت إلى حديقة الأمير فهد الفيصل الفرحان آل سعود تقديرا لجهوده خلال رئاسته للبلدية، استعداد المدينة لأن تهيئ الإمكانات للأهالي للاستمتاع بقضاء أوقاتهم، فزرعت في ذلك الوقت بالأشجار والنخيل فتحولت إلى ما يشبه غابة مكتظة بالأشجار مثل بقية الحدائق الأولى، فلا مكان لألعاب الأطفال أو مرافق للخدمات، ولكي تناسب الحياة العصرية أعيد تخطيطها من جديد وأدخلت عليها تعديلات شملت ملاعب للأطفال وممرات، مقاعد وإنارة.
المحال المتخصصة للخيل لم يبق منها إلا القليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق