ميدل ايست أونلاين
بقلم: عبد العزيزالخميس
قصة الكويت والعراق لن تنتهي، ليس لأن العراق طامع في أرض الكويت، أو أن الكويت تريد ان يبقى العراق ضعيفا منهكا. القضية لا تنحصر في هذين الموقفين بل تتمثل في أن إيران موجودة في كل المشاكل بين هذين البلدين.
لا هدف لقضية ميناء مبارك الكبير والهجوم بالصواريخ على الأراضي الكويتية والذي تحاول الحكومة الكويتية طمطمة خبره، وذلك اللغط الذي لن يتوقف بين العراقيين والكويتيين، سوى ان تبقى المنطقة مشتعلة، وان تتحول الأنظار وتنحرف الى منطقة مهمة دوليا.
تريد إيران من تحريض أذنابها في جنوب العراق على التهجم على الكويت بصواريخ إيرانية الصنع ان تهدد الخليج بعدم الوقوف مع الشعب السوري. هي رسالة لا علاقة لها بذلك الميناء المثير للجدل.
كنت قد كتبت مقالا عام 2003 قبل الغزو الاميركي على العراق تحت عنوان "رسالة الى أمير الكويت" أرجوه بعدم دعم الهجوم على العراق. أردت ان أشير في ذلك المقال، إلى تخوفي من ان يصبح جنوب العراق رأس حربة للأطماع الإيرانية، والتي يتضح في الوقت الراهن أنها بعد ان فشلت في البحرين تريد الان استغلال اخوتنا من شيعة جنوب العراق في التهجم على الدول الخليجية واقربها لهم الكويت.
في حوار مع اصدقاء كويتيين نصحتهم فيه ان يهملوا موضوع ميناء مبارك الكبير، وان يتوجهوا لمساعدة العراق ببناء ميناء الفاو، وان يستثمروا فيه، ويشاركوا العراق في الاستفادة من الميناء بشكل تجاري او ان يدعوا العراق يستغل المجال البحري الذي لا يحتاجه الكويتيون.
اجابة اخوتي كانت غريبة لي وهي ان بناء الكويت لمينائها لن يضر العراق وهو أمر تجاري بحت مما جعلني وغيري نتساءل ومن سيحتاج لميناء في اراض محدودة العمق ولديه منافذ بحرية اكثر عمقا في جنوب الكويت.
هذا التفكير يتوافق مع الأهداف الإيرانية، ما ضر الكويت لو ابتعدت عن اعطاء ايران فرصة لإثارة العراقيين. وجعل جزيرة بوبيان منطقة عسكرية وحدودية عازلة تكفيها مؤونة التجاذب مع العراق.
فمنْ يبني ميناء في منطقة يمكن لحامل كاتيوشا من تعطيله لسنين وليس أيام؟
ومن سيثق من الشركات الدولية في تفريغ حمولته في ميناء مختلف عليه ومهدد عسكريا؟
لا يعدو مشروع ميناء مبارك الكبير عن كونه مشروع لتوتير الأوضاع بين العراق والكويت، وايضا مسمار جحا إيراني في المنطقة. تستغله الآن ايران بسهولة وذكاء. وكلما اردنا ان نزيل الاختناقات والاحتقان بين الإخوة في العراق والكويت يظهر علينا الشيطان اما في صورة سفيرة اميركية تخدع زعيمنا وتورطه وهو من هو في الدهاء، او صورة زعيم شلة من الزعران ممن انتهوا من قتل المصلين في رمضان وحملوا صواريخهم الايرانية الى خور عبدالله لينفذوا ما طلبته منهم ولاية الفقيه.
هواء الرعاع ممن لم تستيقظ فيهم روح نصرة العراق وحب ارضه وحمايتها الا في خور عبدالله تركوا ورائهم أنهراً جففتها ايران، واجساداً ثقبتها "دريلات" فيالقها، وقوات غربية عاثت فسادا فلم تبق ولم تذر، تركوا كل ذلك ووجدوا في ميناء تجاري لم يبن بعد خصمهم اللدود.
يا لهذه الحمية ويا لهذه المرجلة.
من ايلات الى الفاو… يتمدد ذنب ايران الذي يحتاج الى بتر بتلاحم العرب ونصرتهم بعضهم البعض.
ولن يحدث ذلك والأنفس الصغيرة تتقاتل بسبب موانئ او كيلومترات من مزارع تذروها الرمال كل يوم على حدود صنعها الاستعمار ويخلدها الاستكبار.
لو استثمر العراق ثروته بشكل صحيح دون تدخل ايراني ومكابرة ومعارك وهمية لسرقة او تعطيل سيصبح اغنى دولة عربية لكنه لا يستطيع لسبب بسيط هو ايران. لنأخذ مثالا صادقا ما يحدث الان في العراق، الذي يحكم هو من الطائفة المظلومة كما يسمون انفسهم. واذا حكم المظلوم وسيطر على الاقتصاد يجب عليه ان يطبق ما تعلمه من مظلوميته السابقة، وهو قد طبق ما تعلمه لينفذ اكبر وأسرع سرقة في التاريخ لبلد.
هذا البلد يقاتل دفعا لضرر ميناء على اراض بلاد اخرى وموانئ السلب والنهب والقتل والتخويف والاغتيالات والانقسامات تحدث في وسط بلاده.
اين هي تنمية لم تستطع الحكومة ان تقوم بها كل هذه الاعوام من الحكم والميزانيات الباهظة. لا كهرباء ولا ماء ولا طرق ولا حياة كريمة آمنة مستقرة. لا يوجد في العراق الا مافيا تتستر بغطاء مرجعي ديني يحض الناس للتصويت لميليشيات سرقة وتصدير لايران وللتمتع بها في اوروبا.
كنا نلوم امرائنا لما يفعلونه باموال شعوبنا في اوروبا، والآن اصبحت مادة وطرائف لصوص العراق الجدد وما يفعلونه في لندن وباريس وجنيف يوميا على طاولة العرب في اوروبا.
لا يمكننا لوم اللصوص فقط، بل ان اللص الأكبر هو الحكومة الخفية في العراق التي تدير المالكي وشلته. وهي حكومة لا توجد على أرض العراق، بل هي في طهران حيث تتمتع ايران الآن ليس فقط بسرقة ماء الأنهر وتجفيفها، بل تسرق نفط العراق واموالها عبر اناس تعودوا تنفيذ اوامرها منذ ان كانوا مشردين على حدودها.
قبل ان نصلح ذات البين وننهي مشاكل العراق والكويت علينا ان نتجه الى ايران ونبتر كل اصابعها في الخليج والعراق. وعلينا ان نفكر مثل ذلك العربي الذي سخر كسرى من قومه قائلا له: انتم قوم لا يوجد عليكم ملك، فرد عليه العربي: اننا قوم كل رجل منا ملك.
المعركة مع ايران هي معركة قديمة من ذي قار والقادسية وهي مستمرة، ويسخر من نفسه من يعتقد انه يمكن ان يحدث تعايش بين العرب والفرس. فلن يغفر الفرس للعرب يوما هدم ايوان كسراهم، ولن يغفر العرب للفرس قتلهم عمر بن الخطاب رضوان الله عليه.
لذا المعركة مستمرة، في الكويت، العراق، البحرين، سوريا، غزة، وفي اماكن كثيرة يطالها الدنس الصفوي. وابناء سعد بن ابي وقاص ينتظرونها على أحر من الجمر.
عبدالعزيز الخميس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق