الأحد، أغسطس 21، 2011

مابين الهرفي والمعمر عن الإخوان والسلفيين في مصر

 

                                                                    السلفيون والصوفيون: بداية النهاية


                                                                                                                                 د. محمد الهرفي


    !

    ابتداء، لا أتحدث عن كل السلفيين، ففي بلادنا كما في غيرها نماذج رائعة منهم، كما لا أتحدث عن كل الصوفيين ففيهم الصالح وفيهم غير ذلك، ولكني أتحدث عن فئة من هؤلاء وأولئك جعلوا الدين مطية لأغراضهم ولسنوات طويلة، ولما جاءت الثورات العربية كشفت زيفهم ونفاقهم وأظهرتهم على حقيقتهم: عراة إلا من النفاق الرخيص الذي مارسوه سنوات طويلة، ثم تركوه ليتحولوا إلى نوع آخر من النفاق، يتماشى مع المرحلة الجديدة، لكنهم هذه المرة لن يجدوا من يلتفت إليهم لأن حبل الكذب قصير، كما يقال.

 

    السلفيون -الذين أعنيهم- لا يعرفون من السياسة إلا طاعة ولي الأمر بغض النظر عن التزامه الديني أو الأخلاقي، أو صلاحيته لحكم العباد، بل إن بعضهم بالغ في ذلك كثيراً -أعني في النفاق- فأوجب على المسلمين طاعة ولي الأمر حتى ولو كان كافراً.

 

    بطبيعة الحال، فإن معمر القذافي صاحب نظريه (الكتاب الأخضر) التي لا تمت إلى الإسلام بصله، والذي أنكر أحاديث الرسول الكريم كلها وحرّف القرآن الكريم، ثم قتل الآلاف من شعبه، هو في رأيهم ولي أمر المسلمين في ليبيا، والخارج عليه يعد من الفئة الباغية ويجوز قتله لأنه صاحب فتنة، إلى آخر ذلك من الهرطقات التي سمعناها من بعضهم وما زلنا نسمع مثلها!! وقد بلغ الحد ببعض أدعياء السلفية السعوديين أنه وفي خضم الجرائم التي يرتكبها القذافي، وبالرغم من تأكيده من أنه سيتحالف مع القاعدة ليبقى حاكماً، فإن هذا (السلفي البائس) اتصل بالتليفزيون الليبي ليقول لمستمعيه: إن القذافي حاكم مسلم وإن الخارجين عليه يقومون بعمل يخالف الإسلام، ووصفهم بأقبح الصفات حتى كاد يدخلهم جهنم، أسأل الله أن يعاقبه بما يستحق.

 

    وبطبيعة الحال، فإن من يجعل القذافي ولي أمر للمسلمين فإنه يجعل (ابن علي) و (حسني مبارك) و (الأسد) مثله، وبالتالي فإن الشعوب العربية التي خرجت على هؤلاء الطغاة، كلهم من الخوارج دون نزاع!

 

    وبالرغم مما يقوله هؤلاء فإنهم لو تمسكوا بتلك الأقوال، لهان الأمر، لكنهم انقلبوا على أعقابهم سريعاً بعد أن رأوا نجاح الثورات العربية فخافوا أن يفوتهم قطار (علي عبدالله صالح) وانقلبوا على أعقابهم دون حياء أو خجل ليقولوا ما لم يكونوا يقولونه من قبل، فالمصالح المادية هي التي كانت وما زالت تحركهم، فأعلن سلفية مصر أنهم مع الثورة، بل وتمادوا في ذلك كثيراً، فالمنافق لا يعرف القيود أو الحدود! اثنان منهم -وهما يمثلان التيار كله- في العالم العربي كشفا بوضوح كيف يتعامل السلفيون مع الأحداث، فالسيد (محمد حسان) كان يذرف الدموع -دموع التماسيح- على حسني مبارك، كما كان يصطف إلى جانب مناصريه، وعندما رأى طاغوته زائلاً لا محالة، أسرع إلى ميدان التحرير ليتظاهر ضده!! تخيل... سلفياً مثله يجيز المظاهرات!! ولم يتوقف عند هذا الحد بل تمادى ليطالب بإنشاء حزب يمثل السلفيين! مرة أخرى تخيل: سلفياً يطالب بإنشاء حزب بعد أن كان هذا النوع من العمل يكاد يكون كفراً!

 

    والسيد (محمد حسين يعقوب) من مشايخ السلفية الكبار الذي اشتهر بأنه صاحب (غزوة الصناديق) لأنه هدد باللجوء إلى الانتخابات لكي يأخذ السلفيون حقوقهم! مرة ثالثة تخيل: سلفياً يطالب بالديمقراطية والانتخابات! وهو وأمثاله كانوا يؤكدون أن الديمقراطية ليست من الإسلام في شيء، فكيف أصبحت الآن جزءاً منه وتستحق الجهاد من أجل تحقيقها؟!

 

    وأيضاً لم يتوقفوا عن هذا الحد من النفاق البغيض، فأعلن بعضهم أنهم قد يتحالفون مع الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة! وهذه لمن لا يعرف نوعية السلفيين التي أتحدث عنها، تعد من كبائر الذنوب فكل شيء عند السلفيين يهون إلا التعاون مع الإخوان المسلمين!

 

    إذن ما الذي حدث؟ وكيف يمكن فهم هذه التصرفات؟ عندي -وبكل بساطة- أنهم منافقون قديماً ومنافقون حديثاً، وسينافقون مستقبلاً إذا تغيرت الظروف! والمهم عندهم البحث عن المكاسب، فإن جاءت من هذا الموقف فليكن وإن لم تأت فليبحثوا عن موقف آخر، ولا حياء في الدين الذي يفصلونه بحسب مقاسهم.

 

    الصوفية، بحسب تاريخهم كله كانوا بعيدين جداً عن أي موقف سياسي، وفي مصر كانوا يؤيدون (حسني مبارك) يفعلون ما يطلبه منهم، فالمهم بالنسبة لهم أن يمارسوا طقوسهم بكل حرية، ومادام الرئيس يسهل لهم كل تلك الممارسات فلماذا لا يقفون معه؟

 

    ومع أن القاعدة عند الصوفيين أنهم هم الذين يعينون شيوخهم إلا أن الرئيس خرج عن هذه القاعدة أخيراً عندما عيّن رئيسهم بنفسه رغم أنوفهم لأنه الأقرب إليه من غيره، وهو الذي كان سيقف معه عندما يرشح ابنه ولياً لعهده، ومع هذا فقد صمت القوم واستمروا في موالدهم وأشباهها.

 

    لكن الصوفية أيضاً خرجوا في مظاهرات، وبدؤوا في تأسيس حزب سياسي يمثلهم في الحكومة القادمة، وكأنهم تناسوا كل تاريخهم والأولويات التي يقوم عليها مذهبهم.

    ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فالعلمانيون أعلنوا أنهم سيتحالفون مع الصوفية ضد التيارات الإسلامية الأخرى لكي لا تكون مصر دولة دينية! وقبل الصوفية بهذا الحلف المريب.

    ويحار المرء أين ذهب حب الله وحب رسوله من قلوبهم؟ هل الله ورسوله لا يريدون دولة إسلامية؟

    من المحزن أن يكون الإسلام مطية رخيصة لهؤلاء وأولئك يستخدمونه متى ما شعروا أنهم سيستفيدون منه. كم يخسر الإسلام من جراء هذا العمل المشين؟

    أعتقد أن الثورات العربية لم لو تكشف إلا هؤلاء وتعريهم أمام شعوبهم، لكان هذا من أفضل حسناتها.

    لكن هذه الثورات ستفعل إن شاء الله أكثر من هذا بكثير.

    ولعل هؤلاء -وأنا اشك في ذلك- يراجعون مواقفهم ويقولون ما يعتقدون










==============================================================



مقال الهرفي الأخير عن السلفية والصوفية غير موفق

    

عصام المعمر


  ردا على مقال للدكتور محمد الهرفي وهو صديق واخ كريم واحترمه كثيرا الا أن مقاله الأخير عن السلفية والصوفية لم يكن موفقا ابدا وخصوصا التصريح بأسماء لمشائخ فضلاء وصمهم صراحة بالنفاق وهذا تعدي لا نقبله على العلماء ورغم ان المقال يتحدث فيه الدكتور عن تيار السلفية والصوفية بمصر الا أنه صب جام غضبه على التيار السلفي وذكر اسماء صريحة لعلماء لهم قدم صدق والله حسيبهم ولا أظن الا انها زلة من الدكتور اطالبه بمراجعة الأمر وأن يتقي الله في هذه الأيام الكريمة وينشغل بالقرآن والا يحد قلمه ولسانه على أخوانه ولا أظن الدكتور الا ضحية للإعلام المصري للتيار العلماني والليبرالي أو ما ينقله بعض منتمي التيار الأخوني للدكتور بحكم قرب الدكتور من هذا التيار فكريا ، وهذا بحق أمر يحتاج معه الدكتور الكريم أن يراجع مقاله مرات ومرات وأن يعتذر بشجاعة للكرام فقد آذيتهم يا دكتور وآذيت احبابهم ولو ان الدكتور الفاضل لم يذكر الأسماء صراحة لخفف من الأمر ولكني اعتبر ذكر الأسماء صريحة هي سقطة كبيرة للدكتور ، ويتذكر الدكتور أننا بإذن الله نحرص ونتمنى أن نكون مع الحق وأهله ولا ننظر في معاركنا مع اعداء الله لسفاسف الأمور ولا إلى الإنتماء الفكري بما اننا مسلمين موحدين ولا أن نستغل الأحداث لتصفيات مقيتة تؤجج الصراعات بين المسلمين ولا تصلحها ، فحينما هوجم الدكتور الفاضل من قبل كاتبة صحيفة الوثن واتهمته لإسقاطه وقفنا بكل ما نملك مع الدكتور وقفة لله ووقوف واجب بل ويذكر الدكتور ولا قصور فيه اني تكفلت بكامل مصاريف القضية حبا في المشاركة  في الخير ولدحض اهل الشر واحضرت المحامي وتم الاجتماع في منزلي وانا من بادر بذلك وللوقوف مع الدكتور لما فيه من خير وصلاح والله حسيبه فلم يستهدف الا لدينه ولدفاعه عن الإسلام ، ولكن أن يصل الأمر التعدي على العلماء فسننصرك ظالما أو مظلوما فأتق الله في هذا الشهر الكريم وكف قلمك عن إخوان لك يريدون نشر الخير والحق ، ولا تكن مسعر حرب بين التيارات فذكر الأسماء والإتهام بالنفاق بهذه الصراحة هو انفعال لحظي وغضب جامح كان ينبغي عليك كبحه لا اطلاقه ، ولا يحملنك الفكر على معادة اخوة لك في هذا الدين تريد ويريدون بإذن الله الخير لهذا الدين فكف عنهم يا دكتورنا الفاضل رفع الله قدرك وسدد خطاك على طريق الخير والهدى .

    

    عصام المعمر






ليست هناك تعليقات: