الجمعة، أغسطس 26، 2011

المجتمع العربي السعودي الكريم بين الواقع والإعلام




شاهد الجميع مؤخرا كيف هبّ المجتمع العربي السعودي الكريم لمساعدة الشعب الصومالي الشقيق في محنته، وكيف لبى هذا المجتمع النبيل نداء قائده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ووفقه لكل خير، وكيف تفاعل المجتمع بمختلف أطيافه مع هذه الحملة المباركة، وهذه ليست المرة الأولى التي يثبت فيها هذا المجتمع العربي نبل أخلاقه، ومدى كرمه، واستجابته لنداءات قيادته، بل الأحداث الماضية تثبت ذلك، ولا يكفي مقال لحصرها أو سردها، فعند كل نداء إسلامي أو إنساني،  يلبي هذا المجتمع الكريم ما يمليه عليه دينه وأخلاقه وعاداته وتقاليده النبيلة.

لكن ما يحز في النفس، ويكدر الخاطر، هو ما نشاهده في بعض المسلسلات، وما نقرأه في بعض المقالات، وما نسمعه من بعض الأشخاص الذين يعانون الانهزامية، فنلاحظ محاولة تكريس الصورة السلبية عن المجتمع، وإظهاره بصورة ساذجة متخلفة، والتندر عليه بشتى الطرق، سواء في طريقة اللبس، أو الحديث، أو في عاداته وتقاليده، وحتى للأسف في تمسكه بدينه الحنيف وتعاليمه، ومعظم هؤلاء للأسف هم من المجتمع نفسه، (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة،،، على المرء من وقع الحسام المهند).

نتساءل عن أسباب الحملات والسهام المسمومة التي توجه للملكة العربية السعودية، وعن أسباب التدخل في شئونها المحلية والخاصة من قبل جهات ووسائل إعلام خارجية، ونتجاهل الدور السلبي الذي تقدمه معظم وسائل الإعلام السعودي عن المجتمع، وهذا للأسف تحت إشراف وسمع وبصر الجهات المختصة التي بصمتها تجعل العاقل يغرق في الحيرة!!


مكائد ٌ أفعمت مكرا لأمتنا..

تكاد منها الصخور الصم تنفطرُ..

ليس العجيب الذي بانت عداوته..

لنا ومنه أتانا الضيم والضررُ..

بل العجيب الذي من صلب أمتنا..

يكون عونا لمن خانوا ومن كفروا...


قطعا لا يوجد مجتمع يخلو من الأخطاء، لكن تصحيح الأخطاء له فن وأسلوب ليس أي شخص يتقنه، فما ينشر في بعض وسائل الإعلام ليس تناصح وتصحيح للأخطاء، إنما هو في الواقع تفاضح وتهويل وتضخيم لأحداث فردية نادرة، فمن يتابع بعض المسلسلات السعودية أو بعض كتّاب المقالات في الصحف الورقية البالية، يتوقع أن المجتمع غارق في الوحول والفساد والتخلف، بينما الكثير من السلبيات الحاصلة في المجتمع يتحمل وزرها الجهات الحكومية المشرفة عليها والمسئولين في هذه الجهة، وليس المجتمع المغلوب، لكن عدم الشجاعة وحب التملق والنفاق وممارسة التطبيل هو ما يدعو البعض لتحميل المجتمع ما يحصل من سلبيات..


إذا سرق الفقير رغيف خبز ٍ..

ليأكله سقوه السم ماء..

ويسرق ذو الغنى أرزاق شعب ٍ..

برمته ولا يلقى جزاء...


يقول أبو مسلم الخرساني: كان أقوى الأسباب في خروج دولة بني أمية عنهم كونهم أبعدوا أوليائهم ثقة بهم، ودنوا أعدائهم تآلفا معهم، فلم يصر العدو بالدنو صديقا، وصار الصديق بالبعد عدوا.. من كتاب أبن سعيد الأندلسي المقتطف من أزاهر الطرف.

أسأل المولى عز وجل أن يصلح الراعي والرعية، وأن يوفقنا جميعا لخدمة ونصرة دينه الحنيف، وأن يتقبل منا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال، وكل عام وجميع المسلمين بخير...

 

عبد الرحمن بن حمد التميمي

الخميس 25/09/1432هـ

ليست هناك تعليقات: