الثلاثاء، سبتمبر 06، 2011

السويدان: مع دولة مدنية لا دينية وهذا رأيي في سلمان العودة

 


الشرق الأوسط (بتصرف)-لندن
9/6/2011 5:00:00 AM




أكد الداعية الدكتور طارق السويدان، أن مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، وما ينادي به البعض اليوم من حيث إن «الإسلام هو الحل»، لا يجبر عليه الناس إجبارا، إنما يكون بالإقناع، في الوقت الذي طالب فيه بضرورة تحديد ماهية الحضارة الإسلامية التي نريدها، حيث إن هناك من يبحث عن نموذج الحضارة العباسية، وآخرون لا يرضون بديلا عن استنساخ عهد الخلافة الراشدية، مقابل مجموعة أخرى تبحث عن تطبيق النموذج التركي، رافضا في الوقت ذاته مفهوم عودة الخلافة العابرة للقارات. وطالب السويدان بعدم النظر إلى الدولة الإسلامية حاليا على أساس أنها دولة دينية، وإنما دولة مدنية ديمقراطية تعددية، المرجعية فيها للشريعة، ولكن ليس بالإجبار.
وقال الدكتور السويدان إنه لا يرى ما يمنع من تولي المرأة أو غير المسلم حكم المسلمين في حال وجود دستور ونظام يحدد قيم المجتمع.
من جهة أخرى، انتقد الداعية الدكتور طارق السويدان ما ينادي به بعض السلفيين من شعارات في الميادين قائلا «الغريب أنهم ما زالوا يعيشون في القرون القديمة، وهذا يعني عدم وعي لا في الدين أو في الدنيا».
ـ حوار موسع مع «الشرق الأوسط»، فإلى نص الحوار:
حسنا ما الهدف الرئيسي الآن؟
- الهدف هو إنشاء نظام دستوري ديمقراطي تعددي حر، الكل يتنافس فيه بالتساوي وبنزاهة، ومن يستطيع أن يقنع الشعب أن ينضم إليه هو من يكسب في النهاية.
وماذا بشأن شعار تطبيق الشريعة الإسلامية؟
- مسألة تطبيق الشريعة لا يجبر عليه الناس إجبارا وإنما تكون بالإقناع، فإذا لم يتبن الشعب تطبيق الشريعة فهذا قصور من الدعاة، وليس في الشريعة، وحينها علينا أن نعمل أيضا خمس أو عشر سنوات إضافية لإقناع الناس ورفع الأصوات الانتخابية، وعندما يرغب أغلبية الشعب في تطبيق الشريعة حينها تطبق عليهم.
وهل اتضح من وجهة نظرك لدى الإسلاميين وعلى اختلاف مشاربهم ماهية الشريعة التي يسعون إلى تطبيقها؟
- بالضبط، هذه مسألة سأطرحها في برنامجي، وهي ما الحضارة التي نريدها، فكل منا يتخيل الحضارة الإسلامية بشكل، هناك من يرغب في الحضارة العباسية، وآخرون يتصورون أن عهد الخلافة الراشدية هو النمط الأوحد، وغيرهم يرون في النموذج التركي قدوة يحتذى بها.
أنت ماذا تقول، هل يجوز أن يكون الحاكم لدولة مسلمة، غير مسلم؟
- أعتقد أنه في حال إيجاد نظام يحدد قيم المجتمع وقيم الدولة، ونظام فصل السلطات بين البرلمان والحكومة والقضاء، ويكون هناك تساو في الفرص، وكون الحاكم منفذا للتشريع، وليس هو المشرع، في هذا الوقت لن يكون هناك فارق من الجانب العملي إذا كان مسلما أم لا، أما من الجانب الفقهي فسيبقى الخلاف الفقهي من حيث جواز تولي المرأة أو غير المسلم، وأرى أن هذه القضايا الشكلية تزول إذا وجد نظام.
ما رأيك في ما خرج به عدد من سلفيي مصر وتونس وما طرحوه من شعارات؟
- بعض السلفيين للأسف ممن طرحوا الشعارات في ميدان التحرير وغيرها ظهروا وكأنهم يعيشون في عصر الدولة العثمانية الأولى، الآن الزمن مختلف وهناك شركاء معنا في المواطنة وليسوا شركاء معنا في الدين، وعلى سبيل المثال لم يكن غير المسلم ليشارك في القتال مقابل دفعه للجزية، أما اليوم فبات غير المسلم يشارك في الجيش إلا أنه لا يدفع الجزية، بما في ذلك الحروب الإسلامية التي كان بها قديما الجوانب الشرعية والجهادية، أما المعادلة اليوم فاختلفت، وأصبح هدف الجيوش الرئيسي اليوم حماية الأوطان، والغريب أنهم ما زالوا يعيشون في القرون القديمة، وهذا عدم وعي لا في الدين أو في الدنيا، ولكن عندما نفهم حقيقة الدين والدنيا ستختلف المعادلة، باختصار نريد دولة مدينة ديمقراطية تعددية، المرجعية فيها للشريعة ولكن ليس بالإجبار، وعندما يخرج بعض الإخوة السفليين بمثل هذه الشعارات إنما يتسببون في تخويف المخالفين، الأمر الذي ساهم أيضا في التنفير من الدين.
ما شكل الدولة الإسلامية التي يحلم بها السويدان؟
- هي ليست دولة دينية وإنما مدنية بها انتخابات، والشعب يختار حكامه ونظامه ويراقب هؤلاء الحكام ويستطيع عزلهم، فليست هناك وصاية أو إمامة، ونظام الحكم مرجعه هو القرآن وليس رجال الدين.
في رأيك الشخصي، مظاهر الدولة النبوية هي مظاهر دولة دينية أم دولة سياسية؟
- أرجو من الجميع ألا يقيسوا على مظاهر الدولة النبوية، لأن الرسول الكريم كان ممسكا في كافة المناصب بشخصه، الرسول الكريم كان حاكما ونبيا، فهو حاكم لدولة وقائد لجيش، وكان القاضي في أمور المسلمين والمفتي، وجمع بين كل هذه الصلاحيات باعتبارها نبيا ورسولا، وكانت الدولة الإسلامية في بداية عهدها، أما في زمن عمر بن الخطاب فكان هو الحاكم، وعلي بن أبي طالب هو المفتي، وكان شريح هو القاضي، وفي ذلك فصل للسلطات واضح.
ولكن، ألا يطالب الإخوان المسلمون بإقامة دولة إسلامية كنسخة عن الدولة النبوية؟
- لست الناطق باسمهم، ولكن من فهمي لأطروحاتهم هذا غير صحيح، فبات هناك إجماع لدى الإخوان المسلمين في مصر وخارج مصر بخصوص هذه المسألة، منادين بإقامة دولة مدنية وليست دينية.
وماذا بشأن الشعارات التي يرفعونها (الإسلام هو الحل)؟
- نعم، رفعوا شعار (الإسلام هو الحل)، أي تطبيق الشريعة، لكن هذا لا يعطي الحاكم صبغة دينية، لا يعطي الحاكم صبغة أنه يحكم باسم الله وإنما باسم الشعب.
حسنا، هل يقبل الإخوان المسلمون بحاكم علماني؟
- الإخوان المسلمون سيقبلون بأي حاكم يقبله الناس، السؤال هذا كان من الممكن طرحه قبل 20 سنة، أما اليوم فقد حسمت لدى جماعة «الإخوان».
هل تعتقد أن للإخوان المسلمين القدرة على الفوز في الانتخابات بمصر؟
- أعتقد أنهم سيفوزون بنسبة 30 في المائة.
هل تؤمن بالخلافة الإسلامية في الوقت الحالي؟
- شخصيا، أنا لا أؤمن بعودة الخلافة العابرة للقارات، وخليفة واحد يحكم كل الناس، وتصوري أقرب إلى الاتحاد الأوروبي.
ماذا تقول بخصوص الشيخ سلمان العودة والشيخ عائض القرني، وتقاربهم صوب «الإخوان»؟
- كلاهما أخ عزيز وعالم جليل، وليسا من «الإخوان»، ولديهما آراؤهما الخاصة، عند النضج لا يعود الإنسان يخضع لأي تيار.
من الحكومات التي واجهت من قبلها مضايقات؟
- لم أواجه مضايقات، وصاحب الفكر لا يمكن تحجيمه، فرغم منعي من دخول الإمارات والولايات المتحدة منذ أكثر من 10 سنوات، هل يعني أن أفكاري لا تستطيع أن تصل إلى أحبابي في الإمارات بعد الثورة الإعلامية والتكنولوجية والرقمية، وأيضا على الرغم من المنع أقوم سنويا بمحاضرات في أميركا بنقل البث تقنيا للجاليات الإسلامية هناك.
ما موقفك من حزب الله ودعمه لسوريا؟
- رأيي مسجل ومعلن في الـ«يوتيوب»، إلا أنه وللأسف يرغب بعض الناس في تحويل مطالب الشعب السوري المشروعة إلى مطالب طائفية، وذلك من قبل الجهتين وليس فقط من جهة الحكومة، فالحكومة السورية مدعومة دعما طائفيا من قبل حزب الله وإيران نظرا إلى كونها حكومة علوية، في المقابل هناك بعض ممن لم يتحركوا في الثورات ولم يؤيدوها ودعموا فقط الثورة السورية، بسبب اعتبارها سنة مقابل شيعة بالنسبة لهم، ونحن ضد نظام بشار الأسد ليس لكونه علويا، وإنما بسبب استبداده وظلمه وتعطيله مصالح شعبه.
من يقنعك الآن من العلماء في العالم الإسلامي؟
- الأول ومن دون منافس العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، ويليه الدكتور سلمان العودة، واعتبرهم علماء وفقهاء ومفكرين.

ليست هناك تعليقات: